المغرب: الاستغلال الاستعماري في عهد الحماية ، الاليات – المظاهر – الأثار

 

المغرب: الاستغلال الاستعماري في عهد الحماية ، الاليات – المظاهر – الأثار 

مقدمة: تعرض المغرب في فترة الحماية للاستغلال الاستعماري حيث استنزفت خيراته الاقتصادية وتعرض سكانه لشتى انواع الاستغلال والسخرية، مما ادى الى تغيير بنياته الاقتصادية والاجتماعية. فماهي اليات الاستغلال الاستعماري، وماهي مظاهره؟ وما اثاره؟

I : اليات ومظاهر الاستغلال الاستعماري للمغرب:

1-   اليات الاستغلال الاستعماري:

·       سياسة الاعيان:

-         استعملت فرنسا أعيان من قواد وباشوات لتسهيل الاحتلال العسكري والاستعمار الاقتصادي من خلال:

-         استعمال القواد الكبار للإخضاع القبائل.

-         استعمال القواد لمراقبة الممرات الهامة.( الكلاوي – تيزين تشكا ) ( الكوندفي تيزين تاست) ( المنتوبكي منتوبكا ).

-         اعفاء الاعيان من نظام الالتزامات الادارية التي فرضتها الحماية على الصعيد المحلي بهدف تقوية القياد الكبار واستعمالهم كأدوات في يد الحماية.

-         تجنيد القواد الكبار للفروق العسكرية بهدف ضرب مقاومة القبائل واخضاعها للاستغلال الاستعماري.

·       استعمال الجهاز التعليمي من خلال:

-         ادخال ابناء الاعيان للمدارس العسكرية ليصبحوا اداة تدعم الوجود الفرنسي.

-         تكون طبقة من الموظفين الذين يشتغلون في الادارة الاستعمارية.

-         اقامة نظام تعليمي على اساس التمييز العرقي والديني لتكريس التفرقة وضرب وحدة الشعب.

-         فرض ثقافة واللغة الفرنسية لضرب الهوية المغربية.

·       التحايل على القانون واستعمال الاكراه للسيطرة على الاراضي من خلال:

-         السيطرة على اراضي المخزن والاراضي الجماعية عن طريق استغلال الظهائر السلطانية التي جعلت هذه الاراضي تحث وصاية الدولة لتنتزعها من القبائل بدعوة استغلال هذه الاراضي بطرق غير قانونية.

-         السيطرة على اخصب الاراضي عن طريق الاغراء او عن طريق استعمال النفود او الاكراه.

2-   مظاهر الاستغلال الاستعماري:

 -         استغلال القوه البشرية المغربية لأنشاء التجهيزات الأساسية الضرورية عن طريق استعمال الايادي العاملة بدون مقابل او مقابل اجور زهيده.

-         طرد القبائل من اراضي خصبه واخضاعها لهيمنه الاستعمار الاستيطاني فقد انتقل عدد المعمرين من حوالي 51 الف نسمه سنه 1921 الى 360 الف نسمه سنه 1952.

-         استحواذ الشركات الرأسمالية الاستعمارية الكبرى على الأنشطة الاقتصادية في قطاعات مختلفة (كالفلاحة والمعادن والصناعة) ومن  اشهر المؤسسات المالية بنك باريس و البلاد المنخفضة. 

-         اقام المعمرون زراعة رأسماليه تسويقيه موجهه للتصدير (الكروم الزيتون الحوامض والبواكير) واستعملوا ايضا اساليب متطورة.

-          استنزاف المغاربة الفلاحين وذلك  بفرض ضرائب  ثقيلة، فقد صرح كورياك المراقب المدني بصفرو انه سنه 1934  فرضت الحماية ترتيب على 1361 اسره رغم انها لم تزرع اي شيء وفي سنه 1937 وهي سنه مجاعة بالمغرب بلغ دخل الترتيب 130 مليون فرنك.

 

II : الاثار الاقتصادية والاجتماعية للاقتصاد الاستعماري:

1-   الاثار الاقتصادية:

 -         وقع تغيير في البنيات الاقتصادية للبوادي المغربية حيث هيمن الاستعمار الرسمي والاستعمار الخاص على اجود الاراضي بالإضافة الى الاعيان من قواد وباشوات وظهرت الملكيات الكبرى وثم تهميش وطرد المزارعين المغاربة وقد وصلت اراضي المعمرين الى اكثر من مليون هكتار وشكلت الضيعات التي تبلغ مساحتها اكثر من 500 هكتار 39%   من المستغلات.

-         تغيير اساليب الانتاج حيث ظهرت الزراعة الرأسمالية التسويقية ( حوامض، الكروم، البواكير...)

-         فرض علاقات الانتاج الرأسمالية وظهور صناعات خفيفة تحويلية فاصبح المغرب سوقا للبضائع الفرنسية ومصدرا للمواد الاولية الفلاحية والمعدنية.

2-   الاثار الاجتماعية:

 -         ظهور طبقة عاملة مغربية نتيجة تفكك بنيات في البوادي والهجرة الكثيفة للمزارعين استقرت في احياء الصفيح وتعرضت للاستغلال وذلك لتشكيل قاعدة للعمل الوطني.

-         تراجع العمل الجماعي والعلاقات القبلية لفائدة الملكية الخاصة.

-         تحول جزء من الحرفيين الى أجزاء بفعل المنافسة الشديدة كالصناعة العصرية والسلع المستوردة.

-         تعرض التجار للإفلاس بفعل ثقل المديونية ومنافسة الشركات التجارية الرأسمالية الكبرى.

-         تعرض المغاربة لشتى أنواع السخرية والاهانات من طرف الاعيان والمعمرين.

خاتمة: لقد ادى الاستغلال الاستعماري الى ظهور فئات متضررة فشكل الاساس الاجتماعي للحركة الوطنية السياسية وتوفير شروط موضوعية ستساهم في ظهور الحركة الوطنية السياسية.

 

اللاطلاع على بقية الدروس 

الحرب العالمية الاولى

الازمة الاقتصادية

نظام القطبية الثنائة الحرب الباردة

تعديل المقال