أخر الاخبار

كندا تطلق أول فيزا رقمية في العالم بالشراكة مع المغرب: نقلة نوعية في مستقبل الهجرة الى كندا - Digital Visa


كندا تطلق اول فيزا رقمية لصالح المغرب ' الهجرة الى كندا عبر الفيزا الرقمية '



في خطوة تُعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، أعلنت دائرة الهجرة واللاجئين والجنسية الكندية (IRCC) في 28 نوفمبر 2025 عن إطلاق برنامج تجريبي لما أسمته «الفيزا الرقمية» (Digital Visa)، واختارت المملكة المغربية لتكون الدولة الأولى التي تُطبَّق عليها هذه التقنية بشكل كامل، هذا النظام لا يُعدّ مجرد تحديث إلكتروني للإجراءات، بل هو إعادة هندسة جذرية لمفهوم تأشيرة الدخول نفسها، إذ يتم إلغاء الملصق الورقي في جواز السفر واستبداله بتأشيرة إلكترونية مشفرة مرتبطة برقم جواز السفر والبيانات البيومترية.



 ما هي «الفيزا الرقمية» الكندية بالضبط؟

الفيزا الرقمية هي تأشيرة دخول كندية تُمنح وتُخزن وتُفعَّل بالكامل إلكترونيًا دون أي تدخل ورقي، عند الموافقة على الطلب، لا يحصل المسافر على أي طابع أو ملصق في جواز سفره، بل يتلقى رسالة إلكترونية تحتوي على رمز استجابة سريع (QR Code) ورقم تأشيرة مشفر. هذه البيانات تُربَط تلقائيًا بنظام الحدود الكندي (Primary Inspection Kiosk) وعند وصول المسافر إلى أي مطار أو منفذ كندي، يكفيه أن يُقدِّم جواز سفره ليتم قراءة البيانات الرقمية مباشرة من قاعدة بيانات IRCC.


لماذا اختير المغرب كأول دولة في العالم؟

أرجعت الوثائق الرسمية الكندية اختيار المغرب إلى عدة عوامل موضوعية:

- نسبة كبيرة من الطلبات المغربية تُقدَّم إلكترونيًا بالفعل (أكثر من 94٪ في2023–2025).

- جودة عالية في البيانات البيومترية المقدَّمة من مراكز VFS Global في المغرب.

- معدل رفض منخفض نسبيًا مقارنة بالعديد من الدول (حوالي 26٪ في 2025 مقابل متوسط عالمي يصل إلى 40٪ في بعض الدول).

- اتفاقية شراكة التنقل الموقَّعة بين كندا والمغرب في 2023 والتي شملت تبادل الخبرات الرقمية.

- رغبة كندا في اختبار النظام على دولة ذات حجم طلبات كبير (أكثر من 85 ألف طلب مغربي سنويًا) ولكن بمستوى تعقيد متوسط، مما يجعلها بيئة مثالية للتجربة.


كيف تختلف الفيزا الرقمية عن التأشيرة الورقية التقليدية؟

1. لا ملصق ولا طابع في الجواز: يصبح الجواز «نظيفًا» تمامًا.

2. تفعيل فوري: بمجرد الموافقة، تصبح التأشيرة فعالة فورًا دون انتظار وصول الجواز من السفارة.

3. صلاحية مرتبطة بالبيانات البيومترية: حتى لو انتهت صلاحية الجواز، تبقى التأشيرة الرقمية مرتبطة بالشخص نفسه عند إصدار جواز جديد.

4. إمكانية التعديل السريع: إذا تغيرت ظروف المسافر (مثل تمديد الإقامة)، يمكن تعديل التأشيرة إلكترونيًا دون زيارة مكتب الهجرة.

5. أمان أعلى: تشفير من الدرجة العسكرية وتسجيل كل عملية دخول وخروج تلقائيًا.


الجدول الزمني لتطبيق البرنامج التجريبي

- 28 نوفمبر 2025: إطلاق رسمي للبرنامج على الطلبات المغربية الجديدة.

- يناير–مارس 2026: تقييم أولي ومعالجة الأخطاء التقنية.

- أبريل 2026: توسيع البرنامج ليشمل دولتين أو ثلاث دول إضافية (لم تُعلن بعد، لكن تسريبات تشير إلى تونس والأردن وكولومبيا).

- نهاية 2027: هدف الحكومة الكندية تحويل 80٪ من تأشيرات الزيارة والدراسة والعمل المؤقت إلى النظام الرقمي.


تأثير الفيزا الرقمية على المتقدمين المغاربة

حتى 4 ديسمبر 2025، سجّلت IRCC انخفاضًا ملحوظًا في متوسط زمن المعالجة للطلبات المغربية من 45 يومًا إلى 19يومًا فقط في الحالات الرقمية الكاملة. كما انخفضت نسبة الطلبات المُعادة لعدم اكتمال الوثائق بنسبة 68٪ لأن النظام الجديد يرفض رفع الملف إذا كانت هناك وثيقة ناقصة.



من الناحية العملية:

- لم يعد هناك انتظار لإرجاع الجواز من مركز VFS في الرباط أو الدار البيضاء.

- يمكن للمسافر طباعة رسالة الموافقة الرقمية كدليل احتياطي، لكنها غير مطلوبة فعليًا على الحدود.

- في حال رفض الطلب، يتلقى المتقدم سبب الرفض بشكل مفصل وفوري مع رابط لتقديم طلب مراجعة إلكتروني.


التحديات التقنية والمخاوف الأمنية

رغم الحماس الرسمي، ظهرت بعض التحفظات:

- مخاوف من اختراق قواعد البيانات (ردت IRCC بأن النظام يعتمد تقنية Blockchain جزئيًا لتسجيل التغييرات).

- صعوبة لبعض كبار السن غير المعتادين على التكنولوجيا.

- احتمال تأخير في المطارات إذا حدث عطل فني في نظام القراءة الإلكترونية (حلّت كندا ذلك بإبقاء مسار ورقي احتياطي في المرحلة التجريبية).


ردود الفعل في المغرب وكندا

في المغرب، احتلّ الخبر الصفحات الأولى لمعظم الجرائد الإلكترونية، واعتبرته وزارة الخارجية المغربية «تتويجًا للشراكة الاستراتيجية». أما في كندا، فقد رحّب وزير الهجرة مارك ميلر بالخطوة وقال في مؤتمر صحفي يوم ٢٩ نوفمبر: «نحن نودّع عصر الطوابع الورقية وندخل عصر الهجرة الذكية».


ماذا يعني ذلك للدول العربية الأخرى؟

حتى الآن، المغرب هو الدولة العربية الوحيدة في البرنامج التجريبي، لكن مصادر مطلعة داخل IRCC أكدت أن الأردن و الذي يتمتع بمعدل رفض منخفض ونسبة تقديم إلكتروني عالية، وتونس التي وقّعت اتفاقية مماثلة في 2023، هما المرشحتان الأقوى للانضمام في الدفعة الثانية أبريل 2026. أما مصر والجزائر ودول الخليج، فلا تزال نسبة الطلبات الورقية فيها مرتفعة نسبيًا، مما يؤخر انضمامها.



نصيحة عملية للمغاربة الراغبين في التقديم الآن

إذا كنت مغربيًا وترغب في الاستفادة من الفيزا الرقمية:

1. تأكد من تقديم الطلب عبر البوابة الجديدة IRCC Portal (الرابط الرسمي فقط).

2. أكمل البيانات البيومترية في أقرب وقت بعد دفع الرسوم.

3. احتفظ بنسخة إلكترونية من كل وثيقة مرفوعة.

4. لا تتعامل مع أي وسيط أو موقع إلكتروني غير رسمي مهما بدا احترافيًا.


 خاتمة: بداية نهاية التأشيرة الورقية

ما بدأ كتجربة مغربية-كندية صغيرة قد يغيّر وجه الهجرة العالمية خلال السنوات الخمس القادمة. كندا، التي تستقبل أكثر من ٥٠٠ ألف مهاجر سنويًا، تُثبت مرة أخرى أنها في طليعة الدول التي تجمع بين الانفتاح الإنساني والكفاءة التقنية. وبالنسبة للمغرب، فإن اختياره كأول دولة في العالم لهذا النظام الثوري هو شهادة دولية جديدة على جودة مواطنيه ومصداقية وثائقهم.

في نهاية المطاف، لم تعد التأشيرة مجرد طابع في جواز السفر، بل أصبحت سلسلة من الأرقام المشفرة تحمل آمال مئات الآلاف من البشر الذين يحلمون ببداية جديدة على الثلوج الكندية.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-