أخر الاخبار

نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة




نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة

الحرب الباردة
القطبية الثنائية والحرب الباردة



مادة التاريخ             الثانية باكالوريا: (اداب وعلوم انسانية)


نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة

   تمهيد:
    لقد تغير مسار العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية مما ادى الى بروز القطبية الثنائية التي اندرجت في ما يسمى بالعلاقات الدولية بين الحرب الباردة والتعايش السلمي.
    ادن ما هي العوامل التي ساهمت في ظهور نظام القطبية الثنائية؟
   وبما تميزت العلاقات الدولية في ظل هذا النظام؟

1-  عوامل ظهور نظام القطبية الثنائية:

1الحرب العالمية الثانية:

    ساهمت الحرب العالمية الثانية في تحول ميزان القوة عالميا وذلك بتراجع نفوذ القوة الأوربية (فرنسا، انجلترا...) وظهور قوتين كالولايات المتحدة الأمريكية متزعمة الليبرالية، والإتحاد السوفياتي متزعم المد الشيوعي؛ الشيء الذي أدى إلى المواجهة بين المد الشيوعي من جهة ورد الفعل الأمريكي من جهة أخرى وذلك من أجل القضاء على النازية بعد نهاية الحرب.

  2المد الشيوعي السوفياتي:

   مند الثورة البلشفية والنظام الرأسمالي يتخوف من الخطر الشيوعي، حتى جاءت الحرب العالمية الثانية لتؤكد السيطرة السوفياتية على النصف الشرقي والجنوبي في الثارة الأوروبية، وتأكد ذلك مند مؤثمر يالطا سنة 1945م؛ كما برز النفوذ السوفياتي بقوة عند صياغة الخريطة السياسية لأوروبا غداة الحرب العالمية الثانية.

3رد الفعل الأمريكي:

 عمل الأمريكيون على محاصرة المد الشيوعي السوفياتي عن طريق مشروع مارشال 1945م لإعادة بناء الإقتصاد الأوروبي اعتمادا على مساعدات أمريكية، وهو دعم سياسي أيضا لأنه يهدف إلى إنقاذ أوربا الرأسمالية من الخطر الشيوعي. وقد رأى الإتحاد السوفياتي في هذا المشروع وسيلة لفرض الهيمنة الأمريكية على العالم. وبالتالي ينبغي العمل على مواجهته.



2-العلاقات الدولية إزاء الحرب الباردة الأولى 1945م-1953م:

1مفهوم الحرب الباردة:

  تعد الحرب الباردة هي الصراع الذي تتحاشى فيه الأطراف المتصارعة باستعمال الأسلحة لمواجهة بعضها البعض، وقد برزت هذه الحرب بعد فسخ الحلف المضاض للنازية بين كل من الاولايات المتحدة الأمريكية والإتخاد السوفياتي 1947م، وقد إتخدت هذه الحرب مظاهر مختلفة كتكوين الأحلاف العسكرية والسياسية والمنظمات الإقتصادية بين المعسكرين المتصارعين، والتسابق نحو التسلح و الإستقطاب السياسي والإيديولوجي للبلدان المستقلة حديثا.

2الأزمات التي تخللت الحرب الباردة الأولى:

  لقد ساد التوتر بين القوتين المتصارعتين خلال الحرب الباردة الأولى حول مصير ألمانيا وكوريا؛ فالأزمة الألمانية تعرف بأزمة برلين الأولى 1949م والتي انتهت بتقسيم البلاد إلى: إلى قسم اشتراكي تحت المنظمة السوفياتية وقسم غربي ليبرالي تحت القيادة الأمريكية، أما الأزمة الكورية فتمثلت في التدخل الأمريكي لمناصرة التيار الليبرالي والتدخل الصيني لمناصرة التيار الاشتراكي وانتهت الازمة بانقسام كوريا إلى شطرين: شطر رأسمالي في الجنوب والآخر شيوعي في الشمال.


3-العلاقات الدولية في إطار التعايش السلمي والحرب الباردة الثانية:  

1مرحلة التعايش السلمي وأزماتها 1953-1975م:

   بعد وفاة ستالين، برز ما يسمى بالتعايش السلمي باعتباره رؤية جديدة للعلاقات الدولية تنبني على تفادي أسباب التوتر بين الدول خوفا من نتائج الحرب الساخنة بين المعسكرين، وكانت لهذه المرحلة دوافعها: الخوف المتبادل من الحرب مع التطور النوعي في تكنولوجيا السلاح، وبروز قيادات سياسية هادفة للحوار سواء من الجانب السوفياتي او من الجانب الأمريكي مع تمسك كل طرف بقناعاته المذهبية والسياسية، إضافة إلى دور الأمم المتحدة في تكريس قيم السلام والتعاون الدولي ونبذ الحروب وتشجيع الدبلوماسية للنزاعات في العالم.
   واتخد التعايش السلمي عدة مظاهر، منها اللقاءات بين العظميين لمعالجة بعض القضايا والخلافات الدولية مثل وضعية ألمانيا والنمسا والأمن الأوروبي والعلاقات بين الشرق والغرب ونزع السلاح. لكن التعايش السلمس تخللته بعض الأزمات الدولية أهمها:
 - أزمة برلين الثانية 1961م وبناء جدار برلين للفصل بين برلين الشرقية وبرلين الغربية.
 - الأزمة الكورية 1962م او أزمة الصواريخ السوفياتية التي رصدها التجسس الاستراتيجي الأمريكي.
 - ربيع براغ 1968م والذي قمعه الجيش السوفياتي حماية للنظام الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا.
 - حرب الفيتنام التي استمرت إلى حين توحيد البلاد سنة 1975م.

2الحرب الباردة الثانية 1975م – 1985م:

   تصاعدت المواجهة الأمريكية والسوفياتية في العالم الثالث من خلال عدة أحداث مثل:
-  التدخل السوفياتي الكوبي في انغولا والموزنبيق سنة 1976م.
-  التدخل السوفياتي في أفغانستان سنة 1979م.
-  تزويد بلدان العالم الثالث بالأسلحة الأمريكية.
-  التدخل الأمريكي في أمريكا الوسطى... من جهة اخرى تزايد السباق نحو التسلح  النووي بشكل متطور تكنولوجيا ( حرب النجوم ).


   خاتمة:   
   هكذا يتضح لنا من خلال ما سبق ان العالم شهد بعد الحرب العالمية الثانية قوتين عظميين واحدة ليبرالية والأخرى اشتراكية إزاء الحربين الباردتين، الشيء الذي سيساهم في تطور العلاقات الدولية بعد المواجهة وذلك بالتعايش السلمي وحق الشعوب في تقرير المصير.

يمكنكم الاطلاع على باقي الدروس التالية:


____________________________________  
تحرير رضا العاسفي                          الله ولي التوفيق




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-