2- انتشار الأزمة في باقي دول العالم :
أ- في الدول الأوروبية :
-تأثر المؤسسات المالية وتوقف الاستثمار بفعل سحب أمريكا لودائعها في أوروبا بفعل تراجع المبادلات الدولية والارتباط بين الاقتصاد الأوروبي والاقتصاد الأمريكي
مما ادى الى انتقال الأزمة الى المستعمرات.
-تراجع المبادلات الدولية بفعل السياسة الحمائية:
-التبعية الاقتصادية بين المستعمرات والدول الاستعمارية (المغرب وفرنسا)
-انهيار أسعار المواد الأولية بفعل قلة الطلب.
- مظاهرها وانعكاساتها:
أ- مظاهرها:
تجلت مظاهر الأزمة في انهيار الإنتاج الصناعي نظرا لقلة الطلب مما ادى الى انخفاض الانتاج في ألمانيا مثلا 15.7% وفي فرنسا 9,5%.
تراجع المبادلات التجارية العالمية بفعل ضعف الطلب.
انهيار اسعار المواد الاولية بفعل تراجع الطلب في الدول المتقدمة ، فقد تراجع ثمن الكاكاو ب 15%، و السكر ب 6.9-% والمطاط 25-%.
ب- انعكاساتها الاجتماعية:
لقد ارتفعت نسبة العاطلين عن العمل بفعل افلاس المؤسسات الإنتاجية، لكن نسبة العاطلين كانت اكثر في ألمانيا مقارنة مع الدول الاوروبية الاخرى، وكان ذلك ناتج عن غياب المستعمرات.
وقد انتشر الفقر والجريمة والمجاعة في نفس الوقت الذي كانت فيه الدول الرأسمالية تتلف فائض الانتاج من القمح والحليب والبن الأخضر…
3- الخطة الجديدة (new deal) أهدافها وإجراءاتها ونتائجها:
لقد جاءت الخطة الجديدة من اجل مواجهة الأزمة ويمكن ان نلخص أهدافها في ما يلي:
طالب كينز بتوسيع وظائف الدولة لخلق توازن بين الاستهلاك والاستثمار والإنتاج وقد طالب ايضا بمراقبة الدولة للمؤسسات الاقتصادية دون المساس بالحرية.
أما روزفلت فقد ركز على ما يلي:
تشغيل العاطلين في المشاريع الكبرى لرفع القدرة الشرائية والاستهلاك لمقاومة الفائض وايضا مراقبة الدولة للمؤسسات الاقتصادية و خصوصا المؤسسات المالية.
"لقد استهدفت الخطة الجديدة إحداث توازن بين الاستهلاك والإنتاج للقضاء على الفائض بالإضافة للقضاء على الفوضى في القطاع المالي.".
لقد جاءت الخطة الجديدة بعدة إجراءات استهدفت بعض الإصلاحات على مستوى الميادين التالية:
الاجتماعي : يكمن في تشغيل العاطلين في المشاريع الكبرى كما أنهم أحدثوا تعويضات البطالة وتحديد الحد الأدنى للأجور والتأمين على الشيوخ.
الصناعي: لقد عمدوا فيها على تخفيض مدة العمل بالموازاة مع تقليص الإنتاج.
الفلاحي: إعطاء تعويضات للراغبين في تخفيض الإنتاج، وأيضا مساعدة الفلاحين المديونين.
المالي: عمدت الدولة على فرض رقابة على كل من الأبناك والبورصة، فيما يلي ذلك تخفيض قيمة الدولار ومنع تصدير كل من الاموال والذهب.
أما نتائجها فيمكن تحديدها فيما يلي:
لقد ازدهر الاقتصاد الأمريكي حيث قلة نسبة البطالة لكن حال دون ذلك عدم التزام الشعب بالإجراءات التي أتت بها الخطة وخاصة بعض رجال الأعمال الذين اعتبروها ضربا لمبادئ اقتصاد السوق والليبرالية وأيضا رفضها من طرف الملاكون الكبار الذين رفضوا تحديد او تقليص المساحات المزروعة، مما أدى ذلك الى تأزم الوضع من جديد.
خاتمة :
لقد بني الازدهار الأمريكي قبل 1929 على أسس هشة مما ادى الى اندلاع أزمة 1929، وهذه الأخيرة ستدفع الدول الديكتاتورية ستؤدي بدورها إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية كيف ذلك في الدرس القادم ان شاء الله.
للاطلاع على الجزء السابق يمكنكم التوجه اليه من هنا.