أخر الاخبار

قصه قصيرة : مغامرات الاسد والحمار - قصه حول رحلة الاسد مع الحمار -

قصه قصيرة : مغامرات الاسد والحمار - قصة حول رحلة الاسد مع الحمار ولقائهما مع الذئب   


سوف نروي لكم قصة الاسد والحمار، وكيف كانت رحلتهما المليئة بالمغامرات؟ وكيف ناور الحمار اسد الغابة رغم فطنته ويقظته؟ حتى لا يجعل منه الاسد اضحوكة او يقلل من شأنه، وكيف تعاملا مع الذئب الذي استهزأ بالحمار امام الاسد؟ فهل  ستدوم رحلتهما مدة طويلة؟ ام سيفرقهما الذئب الذي اعترض طريقهما؟  اذا كنت من عشاق المغامرات فلا تفوت عليك قصة الاسد والحمار.


قصه


مغامرات الاسد والحمار 


 ذات يوم خرج الاسد يتفقد الغابة ويبحث عن شيء يأكله ليسد به جوعه، وهو يمشي ويترصد ظهر له حمار وسط الادغال يأكل العشب ويتلدد به، فبدأ الاسد يقترب منه شيئا فشيئا دون ان يحدث صوتا يثير انتباه الحمار، وعندما اراد الانقضاض عليه، رآه الحمارفلم يقم باية حركة، وقال في نفسه حتى وان ركضت فان الاسد اسرع مني وسينقض علي لا محالة، ومن ذكائه قال بصوت مسموع : ياليتني التقيت بالأسد يوما؛ لأشكي له همومي واخبره بما فعل بي البشر، فجلس الاسد في مكانه واخد يسترق السمع وينتظره حتى يكمل شكواه، فقال الاسد في نفسه: ياترى ماذا فعل البشر به حتى تمنى لقائي ليخبرني بحاله، فقرر الخروج عليه وقال له: انت! ياحمار، ماذا تفعل هنا لوحدك؟ اما خشيتني ان افترسك وانقض عليك لأشبع بك بطني الذي يتدور جوعا؟

 

فقال له الحمار وهو صامد في وجهه، حتى انت يا سيدي تريد ان تفعل بي ما فعل بي البشر، فدهش الاسد من شجاعته وصموده دون خوف، وقال في نفسه اي هموم يحملها هذا الكائن الحزين؟ فرد عليه الاسد قائلا : وهل البشر يفترسون الحمير؟ فأجابه بلى يا سيدي، ولكن كم خدمتهم، وأطعتهم، وحملت متاعهم واثقالهم، وسافرت بهم على ظهري، ورغم ذلك يضربونني، ويقولون عني: انه حمار غبي، ولا يفهم شيئا، لكنهم يا سيدي، لا يعلمون انني كنت ادلهم على طريق العودة الى منازلهم رغم صعوبة الطريق، وأصعد في الجبال وحدي احمل لهم المياه، و الاكل لمواشيهم، وابقارهم، فيطعمونهم، وانا اظل في معزل وحدي، يعطونني فقط بقاياهم؛ اليس هذا ظلم يا سيدي ؟


فنظر الاسد الى الاسف، وقال بلى يا حمار، حقا انك كائن مظلوم، ولكن كيف لي ان اساعدك؟ "فأحس بالامان، وعلم ان الاسد سيشفق عليه ولن يأكله" فقال له فقط اجعلني وزيرك ورفيقك ولا تغدر بي، واي شيء اصطدته شاركني فيه معك، سكت الاسد قليلا وقال في نفسه: "كيف لي مرافقة حمار وانا اسد الغابة وحاكمها، ماذا سيقولون عني باقي الحيوانات لو رأوني اتوزر حمارا؛ ولكن لا يجب علي ان ازيد من همومه، مادام انه اشتكى الي من البشر"، فقال له: اتسافر معي ونخلي هذه الغابة التي لم يعد فيها ما نأكل او نشرب، ففرح وقال بسرور: نعم يا سيدي سأسافر معك اينما نويت الرحيل، فقال له الاسد: لكنك اذا اتبعتني فلا ترهقني فالطريق او تشمت بي الاعداء.

وافق الحمار على طلبه وشقا طريقهما الى مكان بعيد، وبعدما حل عليهما الليل احسا بالجوع فقال الاسد للحمار: ارأيت تلك الحضيرة، سوف نقفز معا، وكل واحد منا يجلب خروفا ليأكله، فقفز الاسد اولا واحضر خروفا وقال له، دورك الان، وما ان قفز الحمار حتى علق فوق السور فلم يسطع النزول او حتى يتقدم للامام او يرجع للخلف، فبدأ يحدث ضجيجا في المكان فانقده الاسد وفرا من صاحب الحضيرة الذي كاد يراه لولا تدخل الاسد في الوقت المناسب؛ لكن الحمار لم يرضى بمساعدة الاسد له فقال: لماذا انزلتني؟ لقد كنت انتظر صاحب الحضيرة حتى يفتح الباب ويخرج فأصطاد جميع الخرفان ونأخذهم معنا في الطريق، وهذه اخر مرة تقوم فيها بمساعدتي، دهش الاسد من فطانته وقال له: اعتذر يا حمار لا تؤاخذني هذه المرة.

 

وفي الصباح مشيا في طريقهما الى الامام حتى وصلا نهرا فيه ماء كثيرا اعترض طريقهما، فقال له الاسد، الان سنقفز في النهر وكل منا يجلب سمكته ويأكلها، فهل تعرف الصيد؟ فرد عليه نعم! انني استطيع صيد السمك، لكن ابدأ انت اولا، مرة اخرى انطلق الاسد اولا وقفز في النهر فاخرج سمكة وصعد الى الضفة الاخرى فقال له الان دورك، لم يتردد وقفز في النهر فغرق واخده الماء معه، فلم يعد يظهر منه شيئا سوى اذنيه الطويلتان، فما استطاع الاسد الصبر بالرغم من تحذيره في المرة الاولى حتى لا ينقده مرة اخرى او يساعده، فخشي عليه من الغرق وقفز مرة اخرى الى الماء واخرجه منه، فوبخه مرة اخرى وقال له، الم اقل لك في المرة الاولى لا تساعدني، قال له بلى! ولكن خشيت عليك من الغرق ولذلك قمت بإنقاضك، فقال له لقد كنت الاحق سمكة كبيرة جدا، كنا سنأكل منها لشهور، فما ان اقتربت منها حتى اخرجتني من الماء وضيعت علينا الغنيمة، فاعتذر منه مرة اخرى وقال له: سامحني فلم اكن اعرف ذلك.

 

واصلا طريقهما الى الامام فوجدا ذئبا اقتربا منه فبدأ يضحك بسخرية منهما، فقال له الاسد ويحك مالك تضحك هكذا، قال له عجبا لأمرك يا اسد، فاني كنت اسمع انك حقا اسد الغابة وانت حاكمها، فكيف لك بمرافقة حمار لا يفهم شيئا وليس له اصل حتى، ثم قال للاسد اليس ابويك يا سيدي، اسد ولبؤة ؟ فأجابه بلى! فرد عليه ومن هم ابويك انت؟ فأجابه ابي ذئب وامي ذئبة، ثم قال للحمار بسخرية: وانت يا حمار هل تعرف ابويك حقا ام نخبرك بذلك؟ قال له: لا يا ذئب، لقد توفي والدي وانا ما ازال في بطن امي ولما انجبتني قالت لي ان ابوك ترك لك وصية مكتوب فيها اسمك ونسبك واصلك، وها هي الان معلقة في حافري الخلفيتين، ولكنني لا استطيع القراءة ولا الكتابة، فهل لك ان تأتي وتقرأها نيابة عني، ومن فضول الذئب اقترب من حافريه الخلفيتين فهز رجليه وضربه الى فمه حتى رماه امتارا،  وهو يعوي، فضحك عليه الاسد وقال له: "هذا جزاء من لا يكف  فمه عن اعراض الاخرين".

وواصلا طريقهما وهما يضحكان عن الذئب المغرور، بينما جلس هو يعوي من شدة الضربة التي ضربه الحمار.

لا تفوت قصة الصياد والعصفور من هنا  الصياد والعصفور   


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-