اذا كنت موظفا سواء في القطاع العام او القطاع الخاص فانك رهينة راتب لا يكاد يلبي حتى احتياجاتك الاساسية من ملبس ومشرب ومأكل، بل انك دوما تكون محاصرا في دوامة لا تنتهي ولا تتوقف، فعندما تستيقض في الصباح الباكر وتتجه الى مكتبك او مقر عملك فانك تقضي وقتك هناك بل انك تستنفد جل طاقتك وجهدك في مكان لا تملك في شيئا سوى بعض الدريهمات القليلة التي لا تغطي جل نفقاتك، اذن فهذا لا يعتبر حلما ولا طموحا يستحق كل هذا الصبر والجهد الذي تبدله وهذا الوقت الذي تهدره من اجل بناء شركة او مشروع غيرك، نعم حتى لا نعمم ليس كل واحد يستطيع ان يهرب من الوظيفة ولكن لا ينبغي البقاء طول حياتك في العمل عند غيرك، لانك بهذا تكون قد وضعت حدا لحريتك ولا يمكنك عمل شيئا بدون الاستشارة مع مشغلك، وهذا ما يسمى "سجن الوظيفة - او - الزنزانة الوظيفية"، التي يعاني منها معظم الناس من الموظفين سواء في القطاع الخاص او القطاع العام.
اذن دعونا نغوص سويا في هذا الموضوع المشبع بالمعاناة التي يعيشها الموظفون حتى نتمكن من اعطاء بعض الحلول العملية التي يمكن اتخاذها للحصول على ريادة الاعمال او الحرية المالية او ان صح القول الاستقلالية المادية.
ما هي المعاناة التي يمر منها موظفي القطاعين العام والخاص
1: ضغط العمل من حيث الزمن
سواء في القطاعين العام والخاص، فانه يفرض على الموظفين ساعات عمل طويلة، وتراكم واجبات لا تكاد تنتهي، الشيء الذي يجعلهم محصورين في روتين يومي يعطلهم ويؤخرهم عن تحقيق أي توازن في حياتهم بل لا هناك اناس لا يستطيعون التوازن بين الحياة العملية والحياة الشخصية. حيث يشعر الموظف وكأنه يسير في سباق لا ينتهي، ومن بين الاشياء التي تجعل الموظف اسير المشغل انه حتى وان انهى عمله قبل الوقت المحدد لا يمكنه الانصراف قبل ان يكمل الساعات المفروضة عليه من قبل المشغل.
2: المردود او المدخول المالي
هل سألت نفسك يوما ماذا عن العائد الذي تجنيه كل شهر؟ ففي معظم الأحيان، يكون الراتب الشهري أشبه بـ'دريهمات' قليلة لا تكفي حتى لأبسط الاحتياجات الاساسية كالمأكل والمشرب وغيرهم. فكل شهر يعود الموظف لنفس نقطة البداية، لا زيادة، لا تحسن في المستوى المالي والمعيشي، بل فقط دَيْن يتراكم وإحساس بالعجز يتعاظم واللجوء الى السلف من الناس والابناك من اجل تلبية بعض الاشياء الضرورية او سد بعض النفقات حتى الشهر الموالي.
3: فقدان الشغف والتحفيز
عندما يغيب وجود شغف فيما يقوم به الموظف، وغياب الحوافز، فان ذلك يزيد من شعور الانغلاق داخل هذا السجن الوظيفي. حيث يبدأ هذا الشخص بالشعور كأنه مجرد كرة تدور في آلة كبيرة، لا قيمة لرأيه ولا تأثير لأفكاره ولا اعتبار.
اهم الخطوات والحلول من اجل الحرية المالية والاستقلالية
- الخطوة الاولى يجب اعادة التفكير في الطموحات
قبل أنالبدأ في أي خطوة، حاول ان تسأل نفسك: هل فعلا هذه الوظيفة تحقق طموحاتي واحلامي؟ لانه صراحة قد يكون من الصعب التخلي عن الوظيفة فورًا والبدأ من نقطة الصفر خاصة اذا كنت ملزما ببعض النفقات الاساسية والضرورية، لكن الأهم هو أن تبدأ بتحديد أهدافك المستقبلية من اجل الوصول للحرية المالية.
- الخطوة الثانية ان تفكر في عمل مشروع صغير
حاول ان تبحث عن مشروع يمكنك أن تبدأ به من الصفر، دون رأس مال كبير. فمن الممكن أن تبدأ في تعلم مهارة جديدة مثل البرمجة، أو تصميم الجرافيك، أو الكتابة او بيع بعض المنتجات يعني التجارة الالكترونية. حاول ان بحث عن شيء تكون شغوفًا به وقادرًا على تطويره خطوة بخطوة.
- الخطوة الثالثة تطوير الذات وادارة الوقت
ان التعلم المستمر وإدارة الوقت هما سلاحك للخروج من سجن الوظيفة، بحيث يمكنك ان تخصص بعض الوقت يوميًا لتطوير مهاراتك الجديدة، ثم ابدأ بتحديد خطوات صغيرة للوصول إلى هدفك دون فقدان وظيفتك الحالية.
- الخطوة الرابعة انشاء مصادر دخل متعددة للحد من المخاطر المتوقعة
لا تضع بيضك في سلة واحدة، فعند بنائك لمشروع ما، فكر في تنويع مصادر دخلك حتى لا تتأثر بالمخاطر التي يمكن ان تحصل لمشروعك، وذلك من اجل تأمين دخل مستقل يساعدك على تحقيق الحرية المالية والاستقلال المالي.
خلاصة القول: دائما تذكر، ان الخروج من "سجن الوظيفة" ليس مستحيلاً، ولكنه يتطلب منك فقط صبرًا، وإصرارًا، واستثمارًا مستمرًا في نفسك. فقط ابدأ اليوم بخطوة صغيرة، وستصل قريبًا إلى الهدف المرجو باذن الله. فاذا كنت تحلم بحياة حرة بعيدًا عن الروتين القاتل، فلقد حان الوقت لتبني مستقبلك المالي بنفسك، فقط قل "باسم الله عليه توكلت وعليه فل يتوكل المتوكلون".